فرص

نجحت ‏؟ ‏جبت ‏كام ‏؟ ‏.. ‏إقرأ ‏مقالة ‏جديدة ‏لـ ‏نادية ‏إسماعيل

إقرأ لـ نادية إسماعيل:

زمان لما عمري كان ست سنين سؤلوني نفسك تبقي أي فكرت وقولتلهم بكل ثقه "دكتورة قلب قسم صمام" قعدوا يضحكوا ويقولولي جبتي الكلام دا منين قولتهم وبكل ثقه أنا نفسي أداوي قلوب الناس علشان انا سمعت البت عند الدكتور بتقول كدا فأنا أقتنعت بيها ونفسي أبقي جراحة قلب، تصدقوا الحلم دا كان مش مجرد حلم وبس دا كان في علاقة صداقه للي هو كل لما أعيط أتذكر وأمسح دموعي وقوله علشانك أنت بس أنا هكمل في أغنيه بتقول"علشانك أنا قادر أكمل" بالظبط للي كنت بقولة، الحلم قعد يكبر جوايا وفشلت ونجحت وتحطمت وسمعت كلام وحربت قررت أكمل ومتحطمش أبدًا، 

دخلت تالتة ثانوي و بدأت من أول يوم مذاكرة وتعب كنت لما أتعب أفتكر عبارة كنت بحبها جدًا "ما كان جهدنا عن أحلامنا عبثا سنكسب رهان الحياة يومًا ما" أد أي العبارة صغيرة بس معنها عميق، وصلت لحد شهر واحد وعيت وتحملت وكملت وصلت لحد شهر رمضان اللي هو قبل الأمتحان بشهر بالظبط وركبت محاليل ونسيت المنهج وحاجات أتركمت والدنيا باظت وقعدت أرتب الدنيا وأنا تعبانه وكملت وجه أول يوم أمتحان عربي وامتحنت وغلط كتير أفتكر أن في اليوم دا قعدت أعيط لمدة خمس ساعات متواصلين لدرجه أني عيوني مشوفتش بيها تفكروا لي عيط ممكن كتير منكم يفكروا أني بكيت علشان مش هروح كلية طب آه هو السبب لكنه مش السبب الرئسي، انا أفتكرت كلام ماما وهي بتقول: أبوكي يا ندى نفسه تكوني دكتورة ويفتخر بيكي بين الدكترة، أبوكي تعب كفئيه بس وادخلي طب علشانه، لو خسرتي راسه هينحني ممكن متكسريش أبوكي" الكلمات بتخليني اعيط كل لما أفتكر.
كل لما حد يسئلني ! 
- إلى أين تريدي الوصول* ؟ 
- إلى أعلى قمةٍ يستحقها والداي .. إلى أفضل سمعةٍ يكتسبها اسمهما .. وإلى كل شيء عظيم كعظمتهما.
أظن أني بعدها حقتي أتحطم وبطل أذاكر بالعكس ذكرت، وحصلت حاجه مكنتش متواقعها جدي مات يوم امتحان الأحياء والدنيا أتقلبت وألمي زاد كتير، قالوا دي مش هتوصل كلمهم آه أثر فيا لكنه ميهمنيش لأني انا عارفه أني هوصل حتى لو مش بالحلم دا بحلم تاني، آه أنا موصلتش وجبت٩'٧١ ودخلت آداب نظم ومعلومات، لكني وصلت.

هتقوللي أزاي؟

آه أنا وصلت،  وصلت اني  لدرجة أنكم بتقرأولي المقالة دي، شوفتهم أزاي ربنا بيعوض، حلمي بقى، اني أكتب وابقي كاتبة، للي عاوزه أقوله متخليش حاجه تخليك تسئل نفسك في يوم أو أنك تبص في المرايه وتخليك متشوفش نفسك، متخليش حاجه تخليك تسئل نفسك أنت مين وحققت أي ، متخليش شيء يخليك تبقي ملكش أي قيمة حتى لو خسرت حلمك أبني حلم تاني حتى لو العالم قالوا عنك فاشل، محدش فاشل......، محدش فاشل سمعني، تعرف الفاشل أي هو للي بيقع ومش بيقوم، للي لما يقع في القاع مش بيقوم،  متخليش حد يشمت في هزمتك، لي تخلي حد يفرح فيك، أظن أن الألم كفيل يموتك بس تموت لي أنت قدامك أبواب كتيرة من النجاح و الأنجزات كل علماء العالم كانوا زيك كدا متحطمين أبسط مثال أنشتين للي حاول مائة مرة وومملش بل حاول بفضلة مكناش هنشوف النور كنا هنكون الكوكب المظلم، متوصلش  نفسك  لدرجة أنك.
 *لا تقسو على أحدٍ إلا ذاتك ولا تنجو مِن سؤالٍ فادحٍ، ماذا أريد؟*
ماذا تريد؟
*أتريد أن تقع ويضحك عليك الجميع أتريد أن تبكي والأفاعي تلتف حولك وتقول لا عليك كل شيء على مايرام أنت نعم فشلت ولكن ليس نهاية المطاف فتصرخ في وجههم وتقول أنا خسرت نفسي* 

أهذا ما تريد، أنت لم تخسر الجنه ولم تخسر قلبك ضمن هذه المرحلة، ااجريت عملية ثانوية مفتوحة وتوقف قلبك وموت، أجبني لا، أليس كذلك، أنت لم تكن بالقوة الكافية لكي تصل إلى حلمك، لم يكن هذا خيرًا لتصل، أعلم أنك حاولت وبذلت أقصى ما عندك،لكنك مشكورًا لأنك اكلمت وصمت كل تلك المدة، أنت بطلًا، انت سيد الأبطال، نشكرك لأنك صمدتُ كل تلك المدة أعلم أنك لم تعد تقدر علي المكافحة اكثر، أنت هكذا تعد نجحت وبعلامة ممتاز مع مرتبةالشرف لا يهم ماهي النتيجة يكفيك فخرًا أنك كفاحت، عندما تنظر إلى ذاتك في المرأه وترى تجعيد وجهك و الإجهاد البالغ عمرة سنةٍ على وجهك، وشيخوخة قوتك، وشحوب ووجهك والأرق الظاهر علي معالم وجهك، وغمام الأسود حول عينك، وجهدك البالغ من قدرة، عليك أن ترسل رسالة شكر وتقول: يكفيك فخرًا أنك ترى كل هذا  أيها المسن الشاب حتى وأن كنت أنت الوحيد الذي تعلم أنك كافحت وتعبت، حتى أن قالت الأفاعي أنك لم تبذل من الجهد شيءً، دموعك وجهدك وحريقك سينطق ويقول: أيها الفارس لقد كسبت الحرب يكفيك قاتلًا.

أنت لم تخسر صدقني بالعكس تمامًا يكفيك أنك تعلم أنك تعبت وهذا يكفي انت مطالب بالسعي وليس بالنتيجة، الدنيا لم تكن عادلة يومًا ولكنها على النحو الجيد منصفة لو بقدر قليل، لأن الأقدار دائمًا عادلة، ستتحطم وسينكسر جناحيك ولكن يكفي أنك حاربت أي كانت النتيجه فأنت بطل، اجل بطل يستحق جائزة وجائزتك الأ تتحطم، أعلم أنه لا أثر لأحتراقنا ، تخيَّل حتّى الرَمَاد لا أثر له.

أعلم أننا ‏نحن الحرائق ، التي لم نجد مانلتهمهُ سوانا.
سأعود وأقول ربك ليس ظلامًا للعبيد لم تكن بالقوة الكافية لكي تصل، ولم يكن هذا الوقت المناسب لتصل، لم يكن هذا طريقك لكي تصل.

ليس نهاية المطاف، ليس نهاية الدنيا، هناك بابًا أخر ينظرك كلما تحطمت علي الأقل تذكرني وتذكر كلماتي، أنا فخورة بذاتي لأنني بعكس ما يجري في العالم عندنا يفقد المرء حلمه و يتقاعد عن الكون وينعزل انا لم أفعل غير أنني أخذت أبحث داخلي عن أي شيءٍ أجيده من خلاله و سأصل، ووصلت، فبكل حرفًا كتبته لك كانت دموعي تسيل ليس وجعًا إنما فخرًا أنك تقرأ لي.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-