فرص

عبير عثمان تكتب .. جربت تعيش نص إنسان ونص آلة ؟ ( ڤيروس الثانوية العامة ) ‏

يمكن عيشت التجربة دي ف ثانوية عامة، "ثانوية عامة": هي سنة دراسية عادية لكنها توحي بالرعب والهلع لطلاب كتير، فهل الخوف اللي بيخليك زي الآلة بتنفذ اللي مطلوب منها وخلاص؟ ولا لسه إنسان بيجتهد بخطة مدروسة؟ ولا بتجمع بين الاتنين؟

انت اية!

جوه كل واحد فينا خوف مميت من ناحية (الثانوية العامة) وكأنها شبح بتخوف كل اللي يقرب منها، حياتنا ف الثانوية عاملة زي الشخص اللي جمع كل فلوسه وطاقته عشان يبني بيت يعجب الناس وف الآخر يقضي فيه يوم واحد بس!، كذلك ف الثانوية بنهتم بوقتنا وبنذاكر لدرجة تحي الميت عشان بس عاوزين نجيب مجموع كبير وندخل كليات القمة! و فالآخر بنفرح بالمجموع يوم واحد؛ لأننا ببساطة ميهمناش في تعب السنة  كلها غير إننا نفرح يوم النتيجة!

وكأن مجموعك زي اللعبة اللي بتشبط فيها، وأول لما بتاخدها متعرفش هتستخدمها ازاي ولا هتعمل بيها اي 
طب فكرت هتعمل اي لما تدخل الكلية اللي انت عاوزها بمجموعك اللي حاربت عشانه ؟

ممكن نبص لثانوية عامة بنظرة تانية مختلفة وكأنها "لايف استايل"،  رحلة الثانوية بتعلمك تكون (بحّار ماهر) أول لما تحس ان مركبك هيبدأ يغرق بتلحقه من الغرق فورًا، بس ليه تقتصر المهارة دي علي سنة واحدة! ليه متكونش بحّار ماهر طول حياتك؟ 

أوممكن نبص لثانوية عامة  كخطوة بتسلمك لخطوة تانية، لكن مش هي الجنة والنار زي ما معتقدين؛ بل هي عبارة عن: "رحلة" بتتعلم منها كل شئ جديد يساعدك ف حياتك الدراسية والأجتماعية.

وأول درس بتتعلمه في رحلتك هو (الايمان بقضاء الله)، تعبك محفوظ أيًا كانت نتيجتك، انت تعبت فشاء ربنا وحط نتيجة تعبك في كلية من اختياره، وأيًا كان مجموعك فهو مجرد وسيلة بتنقلك من مكان لمكان، مجموعك اللي بتنبني عليه تفكير  ملوش أي أساس من الصحة " أنا لو محبتش مجموع كبير يبقا أنا كدة فشلت" بأي حق تكوّن المعادلة الفاشلة دي!

مجموعك هو مجرد رقم، لكن في حقيقة الأمر هو (مؤشر) بينبهك "إما انك تطور نفسك وتعافر عشان توصل للرقم القياسي أو تبص لرقمك الضئيل في صمت بدون اي ارداة في تغييره"

فخلي بالك من اتجاه المؤشر (إما نجاح أو فشل)

اليوم العالمي للرعب " يوم نتيجة الثانوية العامة" ورعشة أيدينا واحنا بنكتب رقم الجلوس كل الرعب دا مؤقت وبيتلاشي تمامًا لكن الرعب الحقيقي يوم ما تقف وتعلن فشلك بحجة مجموعك القليل!

فشلت! طب واي المشكلة قوم وحاول تاني، انتقم لنفسك بنفسك، اتشقلب عشان تنجح، قوم واسم طريقك، وخطط لحلم جديد، هتلاقي طول ما انت ماشي ف طريق حلمك ناس كتير بتقلل منك وبتسمع منهم كلام يضعف من عزيمتك، فالوقت دا خليك أصم تمامًا اقفل مجالك السمعي عنهم وركز بس علي هدفك، بقدر رغبتك في التنفس هتنجح.

قال إبراهيم الفقي: "احيانا يغلق الله سبحانه وتعالي أمامنا بابًا لكي يفتح لنا باب آخر أفضل منه ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلي الباب الذي أغلق، بدلًا من باب الأمل الذي افتتح أمامه علي مصراعيه"

خليك مؤمن دايمًا أن اللي فات مش بتاعك، مش شبهك.
بنسمع كتير جملة "عظماء نجحوا بعد فشل سحيق في الثانوية العامة"، خليك انت واحد منهم، بص للقصصهم واعرف هما نجحوا ازاي واتعلم منهم،

وأول عظيم احب اعرفك بيه هو "يوسف عماد" اللي بيقول:
"بعد دروس و مذاكره و فلوس كتير اتصرفت جبت 57% في ثانوية عامة ازهرية  اللي هو اساسًا مجموع ميدخلنيش باب بيتنا ، كنت مخبي عن كل الناس عشان طبعاً الكلام اللي كنت بسمعه ان حياتي انتهت و خلاص المفروض أدور على اي صنعه بقا أو أي شغلانه و المستقبل قلب اسود ، بس لو في باب اتقفل أجرب و اسعى في ابواب تانية، دخلت أي كلية في الأزهر و دا خلى عندي وقت إني أجرب في كذا طريق و فشلت برضه كذا مره و بعدها اكتشفت اني عندي موهبة الكتابة و كتبت اول كتاب (الساعي) و بعدها بسنة تاني كتاب و الآف الناس بتشتريهم و بعدها بدأت اجرب في مجال التسويق و بقيت استشاري تسويق لشركات كبيرة في مصر  في مجال التجارة الدولية و العقارات و تطوير الشركات مع شركه زي جوجل و انا عندي ١٩ سنه و اتحول موضوع مجموعي من حاجه مكسوف منها لحاجه عاديه جدًا متكسفش منها وبقيت دلوقتي أنا"

تاني واحد بينضم لقائمة العظماء "أحمد يونس" وذكَر في لقائة مع مني الشاذلي: " انا جبت ٨٩.٩ كان حلمي من صغري ابقا مذيع راديو، ودخلت كلية الآداب قسم اذاعة، لفيت علي قنوات النيل انا ووالدي، واللي يقولنا خد ابنك ياحاج وأقوم روح واللي يطردنا، انا مكنتش رايح أدّرب، انا كنت رايح اشتغل؛ لأني عارف امكانياتي كويس. سمعت بالصدفة في الراديو(ترقبوا النجم الساطع في سماء الإذاعة المصرية) وروحت قدمت في إذاعة fm، واشتغلت مُعِد لكن انا مش مقتنع غير اني مذيع، قالولي كتير "يابني صوتك مينفعش، صوتك عامل زي العيال الصغيرة"، واللي قالولي الجملة دي كانوا بيجروا ورايا عشان اشتغل معاهم بعد ما أثبت نجاحي في برنامج "ع القهوة" وحاليا عندي برنامج "كلام معلمين" و "صباحك ومطرحك"وخدت علي مدار خمس سنين " افضل مذيع راديو" ونزلت روايات رعب وأصبحت ضمن الروايات الأكثر مبيعًا في معرض الكتاب من كل سنة"

وأخيرًا. ثانوية عامة بداية المشوار مش نهاية الحياة، اتعلم من فشلك، ادعم نفسك في صنع المستحيل، فكن ذا أثر!



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-